بقلم محمد باقر الأسدي
ولکن بِغَضِّ النظر عن البعد السياسي للموضوع و بعيدا عن خلفيات هذا القرار و تأثيراته و فوائده، هناک سؤالٌ يَطرحُ نفسه و هو عن الطرق التي تحوِّلُ هذا الشعار الهادف إلی ثقافة يعمل بها أبناء الشعب و تتربّی عليها الأجيال القادمة لکي نری المستقبل الزاهر الذي تستحقه هذه الأمة الوفية و المسلمة.
و سنستعرض في هذا المقال بعض الطُرقِ التي تبدو محورية و أکثر أهمية في تحقيق هذا الأمر:
1- تعليم الشريحة العاملة و الرفع من منزلتها: فهي الرکن الأساس لتطور کل بلد و لم تتطور دولة الّا بتعليم عمّالها و احترامهم کبقية شرائح المجتمع و لاشک في أن جزءا من أسباب انخفاض نسبة المردودية في بلدنا يعود إلی عدم الاهتمام بهذا الجزء من المجتمع والذي يظلُّ منسيا في الکثير من القرارات و المشاريع الاقتصادية برغم کبره و تأثيره المباشِر في مصير الشعب.
2- العمل المضاعف في المدارس و الجامعات و الحوزات العلمية و الانبعاث نحو تحقيق مطالب قائد الثورة فيما يتعلق بالحرکة العلمية فالصحوات الکبری التي شهدتها الدول المتقدمة تلت مجموعة من الحرکات و النهضات العلمية غير أن هذه الدول رکزت في التقدم الآلي و المادي و أهملت الجانب المعنوي و علينا الاستفادة من تجاربهم تجنبا من المستنقع الذي وقعت فيه هذه الدول من الناحية الدينية و الأخلاقية.
3- تعزيز الدوافع الإيمانية و الدينية فالاهتمام بالقيم الإسلامية و التعاليم الدينية يساعد علی التنمية سواء في الجانب الفردي أو الاجتماعي کما أنه رادع قوي أمام الجرائم و الخيانات التي تعرقلُ مسير الاستثمار و التقدم. و قد حثَّ الإسلامُ علی العمل و تقديرِ المجتهد وذمَّ الکسلان الذي يکون وزرا علی کاهل المجتمع.
و هنا يظهر دور العلماء و رجال الدين في تبيين فضيلة العمل من منظور القرآن و السنة و تشجيع الناس علی التعلم و العمل بالأمانة و الدقة.
4- توعية القوی الإدارية و تطويرها في جميع القِطاعات: فينبغي أن تکون هذه القوی واعية و مُفعمة بالحيوية و النشاط و قوة الإبداع فکم من مجموعة لم تتمکن من تحقيق النجاح بسبب ضعف الإدارة بالرغم من أنها نالت حظا وافرا من الإمکانات المادية و المعنوية و دعم الحکومة.
5- إصلاح السياسات و القوانين الخاطئة و لاسيما التي تعقد عملية الإنتاج العلمي و الصناعي. فعلی سبيل المثال ينبغي أن تخلو القوانين الاقتصادية من التشاؤم بالممولين و تحلّ مکانه الرقابة الصحيحة و غير المنفرة. کذلک الأمر فيما يتعلق بالعلماء و الأخصائيين .
و ما أجمل و أدقَّ إيعازات الإسلام التي تضيء دربنا في هذا الحقل کغيره و تعُلِّمنا أسلوب التعامل مع الأخرين فقد روي عن الرسول صلی الله عليه و آله أنه قال: يَسّروا و لاتُعسّروا و بَشّروا و لاتنُفّروا.
7- العوامل الثقافية: مثابرات الشعوب المتقدمة تنحدر من جذور اجتماعية و ثقافية و لم تأت بالصدفة، فإذا اُعتُبِرَ العمل الکثيرُ فضيلة في المجتمع تزداد المثابرة و تترسخ ثقافة العمل ولکن إذا اعتبر الربح و التکسب دون عمل فضيلة فسوف تتحول فئة کبيرة من أفراد المجتمع إلی طفيليات تتغذی على التلاعب بالأموال و تهتم بالاستدانة من البنوک و المؤسسات المالية أکثر من استثمارها في الإنتاج.
و المؤسِف أن هناک سياسات اقتصادية خاطئة و محسوبيات توجّه أموال البنوک و الدولة إلی هذه الفئة بينما تحرِم المُنتجين منها و تضع أمامهم ألف حاجز و حاجز للحصول علی مبلغٍ ضئيلٍ لايسُدُّ حاجتهم.
8- تعزيز الوطنية و تقديم المصالح الوطنية علی المصالح الشخصية فالوطنُ ما يشترک فيه جميع الناس من مختلف الأديان و المذاهب و القوميات و حبّه يدفع الجميع إلی العمل من أجل تنميته و إيصاله إلی المنزلة العالمية الفخمة التي يستحقها کما أنه يُشعِر جميع طبقات المجتمع بالمسئولية تجاهَ مشاکل الدولة و المواطنين و التألم من آلامهم و العمل علی علاجها من أجل هدف سامٍ و هو امتلاک وطن أفضل يشعر أفراده بأنهم أعضاء جسد واحد.
9- الحَدُّ من أيام العطلة فهو يؤثر في التنمية و ارتفاع نسبة المردودية تأثيرا مُباشِرا. و الجدير بالذکر أن إيران من الدول التي تحتل المراکز الأولی من حيث کثرة أيام العطلة لاسيما في المدارس و الجامعات.
6- تقييم مستمر وعادل للقوی العاملة في جميع القطاعات و مراقبتها و مکافأة القوی الناجحة.
10- الاعتداد بالنفس فلاينبغي أن يخيفنا تطور الدول المتقدمة و يصيبنا باليأس و انقطاع الأمل و يجب أن نتذکر دائما أن لدينا من الطاقة الکامنة و المواهب ما يمکننا من تحدي أي دولة تکنولوجيا و الانطلاق نحو القمم العليا للتقدم العلمي و الصناعي.
11- فهم الشباب، عدم الاستخفاف بقدراتهم و توظيفها لمصلحة البلد. کما أن علينا تقدير جهودهم تحسبا من هجرة العقول و سقوطها في حِضن الأعداء و المنافسين.
و في الأخير الامتثال الواعي لأوامر القيادات المشفقة و الوفية للوطن بعيدا عن التعصب الأعمی لهذا أو ذاک و نبذ النعرات الطائفية و القومية لاسيما إذا تناقضت مع المصالح العامة و ترويج روح التعاون و التآخي و التضامن بين جمع أبناء الشعب و کل هذا لايتحقق إلا إذا شعر الجميع بأنهم حصلوا علی حقوقهم الشرعية.
هذه نبذة عما نستطيع فعله للنهوض بالأمة و تحقيق الأهداف التي تُنشَد بشعار الهمة المضاعفة و العمل المضاعف. و الأمر لايقتصر علی هذا بل يحتاج إلی دراسات مفصلة و بذل جهود من قبل الخبراء و الأطراف المعنية في السلطات الثلاث من أجل اتخاذ القرارات اللازمة و تنفيذها وِفقا لتوجيهات قائد الثورة الإسلامية.
سلام
پاسخحذفاختبر معلوماتك الاسلامية برنامج يحتوي 500 سؤال وجواب في السير والالقاب والمغازي
=================================
این برنامه شامل 500 سؤال وجواب به زبان عربی برای خودآزمایی و سنجش معلومات در زمینه ی معارف اسلامی وتمرینی برای درک و فهم عربی است.( شامل 50 صفحه در هر صفحه 10 سؤال )
پس از خواندن هر سؤال سعی کنید که خودتان به آن پاسخ بدهید و بعد برای دیدن پاسخ درست روی علامت سؤال (؟) روبروی آن سؤال کلیک کنید .
ضمناً این برنامه به محض دریافت بدون نیاز به نصب قابل اجراست .
دریافت برنامه با لینک مستقیمی که توسط شذرات آپلود شده از اینجا:
http://kakaarabi.blogfa.com/post-677.aspx
سلام
پاسخحذف