خرجنا إلى الشوارع أفواجا، تدافعنا في الساحات و الطرق أمواجا و قطعنا مسافات نصرخ "الموت لإسرائيل."
رفعنا أيدينا إلى السماء، سجدنا على الأرض بعد الصلاة و دعونا لغزة و قلنا" اللعنة على إسرائيل". أحرقنا العلم الإسرائیلي و رشقنا صورة بوش و من معه بالأحذية؛ لكن العدوان الإسرائيلي يستمر و المعاناة الفلسطينية تزداد و غزة تحتضر. لكنها مازالت تدفن أطفالها و هي تبكي دما.
رفعنا أيدينا إلى السماء، سجدنا على الأرض بعد الصلاة و دعونا لغزة و قلنا" اللعنة على إسرائيل". أحرقنا العلم الإسرائیلي و رشقنا صورة بوش و من معه بالأحذية؛ لكن العدوان الإسرائيلي يستمر و المعاناة الفلسطينية تزداد و غزة تحتضر. لكنها مازالت تدفن أطفالها و هي تبكي دما.
ظننا أن هتافاتنا ستهز العرش الإسرائیلي، لكنه ترسخ أكثر فاشتدت عزيمتها و تعززت جيوشها و أصبحت كأنها لا تسمعنا و ربما تسمعنا و لاتخشانا و لاترتجف بصراخاتنا التی ملئت آذان العالمين. اتسائل لماذا یاترى؟! لماذا لايستجاب دعائنا؟ و تمحى بذلك إسرائيل من وجه الأرض؟! لماذا لا ترتجف أركانها و لاتنقطع طلقاتها في قلب أمة رسول الله؟ لماذا الصواريخ لازالت تتساقط على رؤوس أبناء غزة؟ لماذا عين الطفل الفلسطیني مازالت تدمع و النار تلتهمه مع دميته و أحلامه؟
ولكن عندما افكر أكثر لا أجد محلا لهذه التسائلات فمالغريب في كل هذا مادمنا نبرد و نستمتع بكوكاكولا و ببسي؟ و مادمنا نتنفس عبر سجائر مارلبورو...و نشبع بطوننا بمكدونالد... كيف لنا أن ننتظر استجابة دعائنا و مازلنا نمثل على أنفسنا و ربما على الله؟ کیف لنا أن نتوقع توقف العدوان و انتهاء القصف و التدمير مادمنا نساعد إسرائیل على ذلك؟ فكل قنينة كوكاكولا التی نشتريها تتحول إلى رصاصة تستهدف فلسطينيا؛ و ها هي سجائر مارلبورو التي ندخنها تتساقط قنابل عنقودية على غزة و هكذا ...
اكتفینا بالشعار و الهتاف و أبداننا امتزجت بالحرام و ساعدت العدو على عربدته و هيمنته ؛ اكتفينا بالدعا و لم ننتبه لغفلة عقولنا، لم ننتبه إلى أن الألسنة التی تدعو امتزجت بالإثم و استمتعت بالرجس. اكتفینا بدعاء الله و لم ننصر دينه بأعمالنا. فکيف نتوقع استجابة دعائنا بل یجب أن نشكر الله لأنه لم ینزل علینا عذابا أعظم.